الأربعاء، 10 نوفمبر 2010

لا يأس مع الحياة و لا حياة مع اليأس

لا يأس مع الحياة و لا حياة مع اليأس

تعيش مصر الآن فترة عصيبة من الرشوة و الفساد و عدم الاستقرار الذي أثر عليها في جميع المجالات و قد أصبح من الطبيعي أن نرى مصر تخرج من كارثة إلي مصيبة و من سقطة إلي نكبة و يتدهور أحوالها في جميع المجالات و لن تجدها تسير للأمام في مجال واحد للأسف .. فغول الأسعار و قيود الاحتكار دمرت الاقتصاد و حكومتنا لم تغير سياستها الفاشلة في إدارة البلاد منذ أكثر من ثلاثين عاما التي تسببت في تخريب عقول أبنائنا تحت ما يسمونه تعليم كما غابت عنا الصحة و صرنا من أوائل الدول في إحصائيات جميع الأمراض و كل ذلك يحدث و جيشنا في حالة سبات عميق رغم تعسف الأمن الداخلي الذي يحمي هذه المهزلة بعنف قانوني !! .

و لكن هل الحكومة وحدها المسئولة عن كل ذلك ؟؟ بالطبع لا فالمسئولية مشتركة بين الشعب و الحكومة و يقول ابن القيم في ذلك : ( فحكمة الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية و عمر بن عبد العزيز فضلا عن مثل أبي بكر و عمر بل ولاتنا علي قدرنا و ولاة من قبلنا علي قدرهم و كأن أعمالنا ظهرت في جنس عمّالنا و لا يظلم ربك أحدا ) . فحكوماتنا الفاسدة المتوالية علينا ما هي إلا عقاب بسبب غياب الأخلاق و الضمير و البعد عن المنهج الرباني الذي ارتضاه لنا الله سبحانه و تعالى كما كانت سلبيتنا سببا في طغيان المسئولين الذين لم يجدوا من يحاسبهم و تربت أجيالا علي سياسة ( المشي جنب الحيط و تربية العيال ) التي أثبتت فشلها الذريع لأنها أدت إلي تدهور ( لقمة العيش ) أكثر من ضرر محاربة الفساد و الظلم و صدق الله العظيم حيث قال عن فرعون ( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ) و ها نحن نعيد الكرّة بسلبيتنا و لم نتعلم من الدستور الإلهي فأغرقنا أنفسنا بأيدينا في الذل و الهوان.

إن الوضع الحالي يدعو إلى فقدان الأمل في الإصلاح و العودة من جديد و لكن اعلم أن هذه الحالة ما هي إلا بشرى بالنصر القريب ( حتي إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجّي من نشاء و لا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ) فالفجر قادم بإذن الله و لا داعي لوجود اليأس في حياتنا تماما فنحن أمة ليس من ثقافتها اليأس و كيف نعرفه و قد نصرنا الله بالرعب مسيرة شهر كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم و يري عبد الله بن مسعود أن اليأس من أكبر الكبائر في قوله ( أكبر الكبائر الإشراك بالله و الأمن من مكر الله و القنوط من رحمة الله و اليأس من روح الله ) .. ألا ترى بعد ذلك أنه عار عليك الاستسلام لهذا اليأس و الإحباط إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون و اعلم أن هذا الاستسلام هو ما يتمناه منا أعداؤنا و اعلم أن الله وعدنا أن العاقبة للمتقين .

تفاءلوا بالخير تجدوه و ارسموا الأمل علي عيونكم فالأمل هو دليل الحياة و الطريق إلي الحرية كما قال الزعيم الراحل مصطفي كامل فلنعيش سويا في حلم الحكومة المدنية التي تحقق العدل و الحرية و التي توفر للمواطن الحياة الكريمة و التي سيأتي معها الإصلاح الشامل في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية حلم الحكومة التي تتبنّى التغيير السياسي و تطوير التعليم حلم الحكومة التي ستوفر لنا الأمن و الأمان حلم الحكومة التي ستعمل علي تحسن أحوالنا الصحية فلا نتوقف عن الأحلام و لا نفقد الأمل في الإصلاح و التغيير ما دام النصر قادم لا محالة و نور الفجر سيسطع من جديد .. أرجو من الله أن يحقق لنا كل أمانينا و الخير لبلادنا و أن نعيش عصر نهضة و تقدم بمصرنا الحبيبة .

هناك 6 تعليقات:

  1. لا فض فوك
    كلام في الجووووون !!

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا


    فلقد احسنت قولا و تعبيرا عن حال امه باكملها

    تعشر بينها و بين مشاكلها و تعلم حلولها


    و ان كنت اريد ان اقتبس بعض الجمل من البوست لو سمحت

    ردحذف
  3. جزانا و إياكم يا Rami

    متشكر يا (بلاد طيبه)

    جزانا و إياكم يا (المصوراتي) و طبعا تقدر تعمل اقتباس من غير اذن و بعدين مانت عملته خلاص :D

    ردحذف
  4. اللهم أرنا يوم يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك

    ردحذف
  5. فحكمة الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية و عمر بن عبد العزيز فضلا عن مثل أبي بكر و عمر بل ولاتنا علي قدرنا و ولاة من قبلنا علي قدرهم و كأن أعمالنا ظهرت في جنس عمّالنا و لا يظلم ربك أحدا

    7lwa aweeeeeeee al7etta dh...fe3lan sa7 awee

    ردحذف